ميناء “زيلع” وتفاعلات السياسة الإثيوبية

المقدمة
ألقى مقال مثير للجدل نشره “معهد أمريكان إنتربرايز” في موقعه، بعنوان ” هل تستعد إثيوبيا للحرب مع صوماليلاند[1]“، للمحلل السياسي الامريكي “مايكل روبن” الضوء على تغيّر استراتيجي توشك منطقة القرن الإفريقي الدخول فيه، ليضيف مبرراً جديداً للمخاوف من إعادة إنتاج النظام الإثيوبي لمسلكه التاريخي، في التوسّع شرقاً كلّما ضاقت به أحوال توزانات القوة السياسية الداخلية في هضبة الحبشة، خصوصاً مع المنحى السلبي الذي أخذته العلاقات الإثيوبية الإرترية حتى وقت قريب، منذ منتصف التسيعنيات الماضية.
ومن خلال متابعة أدبيات المراقبين المحليين لشؤون القرن الإفريقي، فإنّ ما نشره المعهد الأمريكي، لم يكن سوى مجرّد رسم لخطوط عريضة أسفل ما هو متوّقع منذ انهيار الدولة الصومالية إثر سقوط نظام الرئيس محمد سيد بري، في بدايات تسعينيات القرن الماضي، إلّا أنّ عوامل أخرى أضيفت في السنوات القليلة الماضية تجعل وجهة النظر القائلة بأن السيطرة الفعلية لإثيوبيا على المدينة الميناء “زيلع” ليست سوى مسألة وقت، ترتبط بإيجاد الحكومة الإثيوبية الظروف الملائمة، لتنفيذ ذلك دونما عواقب شديدة عليها.
إثيوبيا تجمع أوراقها بعناية:
منذ البروز المفاجئ لضابط المخابرات الإثيوبية الشاب “أبي أحمد” إلى قمّة هرم السلطة الإثيوبية، في ظلّ تسوية لإرضاء قوميتي “أورمو” و”أمهرة”، والاحتفاء الغربي الواسع به، وسياسته المعلنة تحت اسم “صفر مشاكل”، ومكافأته على السلام السريع الذي أقامه مع زعيم الجارة اللدود “إرتريا”، ليحصل على جائزة “نوبل للسلام”، وخلق محور تعاون ثلاثي ضم مع إرتريا والصومال تحت قيادة “محمد عبدالله فرماجو”، وما تخلل ذلك من شعارات التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث، إضافة إلى نجاح الدبلوماسية الإثيوبية في هزيمة نظيرتها المصرية في ملف “سدّ النهضة”، وتحييد التأثير الكيني في الصومال.
فقد أصبحت إثيوبيا قوّة إقليمية لا تستند إلى حقائق الجغرافيا والديموغرافيا الخاصة بها فحسب، كونها الأكبر سكّانًا في القرن الإفريقي، والأكبر مساحة في حال استثنينا “السودان” من الإقليم، بل لكونها الدولة القيادية في تحالف يضم أربع دول تضم أكثر من مليوني كيلومتر مربع وقريباً من مائة وثلاثين مليون نسمة، مغلقة الإقليم إلى حدّ كبير أمام التأثيرات الخارجية، عبر خلق ديناميكيات صنع قرار مشترك بين مكوناته، بما يصّب في مصلحة “أديس أبابا”، كونها المكوّن القائد والباذل للجهود لخلق هذا النوع من التعاون.
لم تسر الأمور كما كان يخطط لها “أبي أحمد”، في ترسيخ حكمه، عبر نسبة النجاح إليه بتحقيق إثيوبيا مكانتها القيادية الطبيعية في القرن الإفريقي، نظراً لحالة الاستنفار الأمريكي تجاه التوغّل الصيني في القارة الإفريقية، ومحاولة الامريكان تضييق الخناق على الوجود الصيني في المنطقة، بهدف الوصول إلى تحييد القاعدة العسكرية الصينية في “جيبوتي”، وإن كان ذلك عبر تهديد استقرار البلد الأقوى إقليمياً، والضغط عليه يبدأ بتقليص ارتباطاته الموروثة من عهد “ملس زيناوي” مع الحزب الشيوعي الصيني.
وهو ما أدّى إلى تغيّر شديد في المزاج الغربي تجاه “أبي أحمد”[2]، من شخصية سياسية تم الاحتفاء بها على كلّ مستوى، بدءاً بجائزة “نوبل” التي حصل عليها بصورة مفاجئة، إضافة إلى ازدياد الزخم الإعلامي حول المعجزة الاقتصادية الإثيوبية، إلّا أنّ ضعف الاستثمارات الأمريكية خصوصاً والغربية عموماً، لأسباب متعلقة ببنية الدولة الإثيوبية من جهة، وكمية الإملاءات الغربية التي يصعب تمريرها ضمن مجتمعات متدينة “أرثوذكسية-إسلامية” في الغالب، وانكشاف أن رئيس الوزراء المسلم الأورومي الأب، والأمهري المسيحي الأم، ليس سوى رجل بروتيستانتي، عديم الانتماء عقدياً – على أهميّة ذلك في بلد شديد التنوّع – لغالبية المكونين الذين يرجع إليهما اجتماعياً، وهذا جعله هدفاً سهلاً للدعاية السياسية المحلية التي سلّطها عليه منافسوه، ما إلى عزله عن أهم قاعدتين اجتماعيتين كانتا ستمنحانه الشرعية لتثبيت وجوده، واستمراره في الحكم.
تركة “ملس” الثقيلة:
ورث “أبي أحمد” بلداً مثقلاً بالأزمات الداخلية، والعلاقات الخارجية شديدة التعقيد، خصوصاً أنّ آلية وصوله للسلطة، لم تكن سوى نتيجة لتسويات بين القوى السياسية والقومية الكبرى، ناشئة عن استثمار أخطاء ورثة “ملس زيناوي”، إبّان حكم “هيلامريام ديسالينغ” الرجل الضعيف من جنوب البلاد، والذي لم يكن سوى واجهة، لاستمرار بطانة “ملس” في التنعم بالامتيازات[3]، إلّا أن غياب القيادة الكاريزماتية ساهم في ازدياد أخطاء الحكومة المركزية، واشتداد الصراعات الإثنية من جهة، وتصاعد تأثير الدعوات للتمرّد على الائتلاف الحاكم، وتنحيته بالكامل ليكون مخرجاً من حالة التناحر العرقي والتعسّف الحكومي.
كما أنّ “أبي أحمد” ورث بلداً حبيساً، يدفع ثمن وصول “الجبهة الشعبية لتحرير تيغري” إلى السلطة، فقد كان وصولها إلى سدّة الحكم في “أديس أبابا”، ماراً عبر تلقيها الدعم من “الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا”، فجاء الخلاف التاريخي بين رفيقي السلاح “ملس زيناوي” و”أسياس أفويرقي” لييؤدي إلى استقلال إرتريا، وتحوّل إثيوبيا إلى دولة حبيسة تماماً، وتضطّر الأخيرة لتحمل التبعات السياسية والاقتصادية الناشئة عن الاعتماد على موانئ أجنبية للاستيراد والتصدير، خصوصاً مع دخول الدولتين الجارتين “إثيوبيا- إرتريا” في حروب طاحنة (1998-2000)، أجّلت أي امكانية لانتفاع الاقتصاد الإثيوبي بالقرب الجغرافي للموانئ الارترية، ناهيك عن الحصول على معاملة تفضيلية في استخدامها[4].
ومع تورط نظام “ملس زيناوي” في وحل الأزمة الصومالية، وحصوله على الدعم الغربي غير المحدود، لمشروع مكافحة الإرهاب الذي تلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ما قاد “زيناوي” لتجاوز الحدود الصومالية واحتلال العاصمة الصومالية مقديشو سنة [5]2006، فإنّ الدعم الغربي عموماً والأمريكيَّ تحديداً بقي شبه منحصر في ذلك الأفق، لتحييد الصومال باعتباره مصدراً للمخاطر[6]، في حين نجحت الاستثمارات الصينية[7] وأخرى لدول إقليمية كـ”تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية”، في تجاوز الاستثمارات الغربية بمراحل، ما منح الدولة الإثيوبية وضعية مميزة في نظر تلك الدول، أتاحت لها أن تحظى بدعم مستمر، غير مرتبط بتغيّر قيادة البلد، بل مرتبط بالمصالح الكبيرة والمستجدة لتلك الدول على الأرض الإثيوبية والميزات الاقتصادية لإثيوبيا.
“أبي احمد” ينهمك في تثبيت حكمه
كان محسوباً لـ”أبي أحمد” الزخم السياسي الذي اقتحم به ساحة الحكم في إثيوبيا، مستفيداً من الترحيب الغربي به من جهة، وحالة الهرم التي تعاني منها السلطة في المحيط القريب، فتم استقبال تحركاته السياسية الأولية بكثير من الإيجابية، خصوصاً مع توجهه المعلن في تصفير المشاكل مع دول الجيران، وخلق كتلة إقليمية متماسكة، عبر إحلال السلام بين بلده إثيوبيا، وتحقيق درجة من تطبيع العلاقات بين ارتريا وجيبوتي، وإن قبلته الأخيرة على مضض غير خفي.
إلّا أن الأيام تكشف عن وجود صراع شديد على السلطة داخل البلاد، بين “أبي احمد” و كتلتين رئيسيتين في البلاد، أولاهما “الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيغري” والأخرى هي حركة “قيرو” الأورومية التي مكّنته من الوصول إلى السلطة، وقد يكون فتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة مع الجارة “إرتريا”، غير بعيد عن المساعي لتحييد “تيغري”، بهدف التفرّغ للكتلة البشرية الهائلة الشاعرة بهضم حقوقها، أي شعب “أورومو”[8]، إلّا أن جبهة تيغري سرعان ما اشتعلت، أثناء انهماك “أحمد” في قمع حلفاء الأمس من قيادات “قيرو”، وما عجّل باشتعال الحرب التي لازالت تداعياتها مستمرة.
“زيلع” فرصة لتصدير المشكلات:
لم يتردد “أبي أحمد” في التلويح ببطاقة “الموانئ” الصومالية، كورقة حاضرة دائماً في سلسلة الوعود بالازدهار التي كان يقدمها في خطاباته لشعبه، إنّما كان دخول البلاد في أتون حرب أهلية، اتسعت جباهتها لتشمل أجزاء كبيرة من إثيوبيا، جعل ملف الموانئ الصومالية تحديدًا، وميناء “زيلع” ورقة رابحة في إعادة توحيد فئات الشعب الإثيوبي تحت قيادته التي اهتزت شرعيتها[9]، بتمرد الـ”تيغري” وفصائل من الـ”أورمو” عليه، علماً بأنه من المتعارف عليه بين الباحثين المختصين في المجال الاقتصادي أنّ اقتصادات البلدان غير الساحلية تنمو في المتوسط بشكل أبطأ من اقتصادات البلدان التي لديها منافذ بحرية، إذ أن انعدام المنافذ البحرية يقلل من متوسط نمو الدولة بنسبة 1.5 ٪ سنويًا. وبالتالي فإن بلداً ناميًا غير ساحلي كإثيوبيا يدفع ثمناً باهظاً لعدم وجود ميناء بحري خاص بها.
ويشير المحلل السياسي الأمريكي “مايكل روبن في مقاله المذكور إلى رصد رغبة رأس السلطة الإثيوبي تحقيق أقصى استفادة من الهيمنة على ميناء زيلع، معتبراً هذا التوجه المتجدد: “لتصحيح الوضع وتشتيت انتباه شعبه بأزمة جديدة، يمهد “أبي” الطريق للمطالبة بـ “زيلع”، وهو ميناء هادئ في شمال صوماليلاند على بعد حوالي سبعة عشر ميلاً من الحدود الجيبوتية. بدأ أنصاره في الاستشهاد بسابقة تاريخية: من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر ، حين كانت “زيلع” الميناء الرئيسي الذي يخدم مدينة هرر الإثيوبية ويصل إلى مناطق أبعد في الداخل. إذ تعد زيلع أيضًا نقطة محورية في نقاش أبي المتكرر والمتقطع حول إنشاء قوات بحرية إثيوبية جديدة ، وهي قوة عسكرية لا معنى لها في بلد غير ساحلي.”.
“زيلع” نموذج للأطماع الإثيوبية التوسعية في الصومال
بقيت الأراضي الصومالية التي لم يتم ضمها إلى إثيوبيا من قبل، تحت نظر الإمبراليين المتطرفين في إثيوبيا، والساعين إلى إحياء امجاد متوهّمة لضمّ المزيد من الأراضي إلى الشرق للوصول إلى السواحل الصومالية الطويلة، ولم يكن إدّعاء إحدى وسائل الإعلام الإثيوبية الناطقة بالعربية والمقرّبة من الحكومة، أنّ ميناء “بربرة” إثيوبي، لم يكن سقطة لسان أو كلاماً عابرا[10]ً، وهو ما أكّدته عشرات التغريدات التي نشرها إمبرياليون إثيوبيون في شبكات التواصل الاجتماعي، وتهانيهم التي تبادلوها بحصول إثيوبيا على ميناء، وانتهاء عهد بقائها دولة حبيسة.
والقرب الجغرافي لزيلع من الحدود الإثيوبية يجعلها أشدّ الموانئ عرضة ليكون محطّ أنظار النظام الإثيوبي[11]، لاسميا أن “زيلع” تعرّضت للغزو من قبل مملكة أكسوم الإثيوبية القديمة ثم تعرّضت المدينة للغزو والاحتلال في عام 977 م. ثم غزاها الملك الحبشي “أمدي تسيون” (حكم من 1312 إلى 1342م) بعد إخضاعه الإمارات الإسلامية مثل |إيفات” و”فتغر” في الأعزام 1327-1328 و 1332 ، وأعيد غزو “زيلع” من قبل الملك “نجوس دوايت” الذي امتد حكمه ( من 1382 إلى 1411م)، من قبل الملك “نيجوس يشقاوي” في العام 1415م، أي بعد عام واحد من توليه الحكم، كما قام الملك “زيري يعقوب” بغزو إماراتي “عدل” و”مقديشو” سنة 1445م للسيطرة على طرق التجارة الجنوبية، إلّأ أن مدينة “زيلع” حافظت على قدر من استقلالها كما استمرت في أداء دورها كميناء مهم في القرون الرابع والخامس والسادس عشر ميلادية[12].
أهمية زيلع الاستراتيجية:
تقع “زيلع” أقصى شمال غرب الصومال ، على خليج عدن ؛ وضمن حدود جمهورية صوماليلاند (المعلنة ذاتيًا دون اعتراف دولي). من القرن التاسع حتى نهاية القرن التاسع عشر ، كانت أهم ميناء تجاري على الساحل الشمالي الصومالي ، وكانت بمثابة مركز للتجارة بين ممالك هضبة الحبشة والعالم الإسلامي، اليوم هي ميناء صغير مجهز للتعامل مع مراكب الدهو المزودة بمحركات، وسفن الصيد الصغيرة، ويعتبر موقع مدينة “زيلع” استرتيجيا بامتياز، إذ تقع على بعد 140كم إلى الجنوب الشرقي من مضيق باب المندب، كما تبعد 53 كيلومترا عن العاصمة الجيبوتية جيبوتي، و 247 كم عن مدينة بوراما، و 263كم عن مدينة بربرة، و 366كم عن مدينة هرجيسا في صوماليلاند ، كما تعبد عنها الحدود الإثيوبية و130كم ، وجيغجيغا عاصمة الإقليم الصومالي، وكذلك 234كم و 817كم عن مدينتي “دريداوا” و”أديس أبابا” – على التوالي- في إثيوبيا، كما تبعد 125 ميلا بحرياً عبر خليج عدن عن مدينة عدن اليمنية.
وخلال العصور التاريخية القديمة ، كانت زيلع واحدة من دول المدن الصومالية التي انخرطت في شبكة تجارية مربحة تربط التجار الصوماليين بكل من “فينيقيا” في بلاد الشام ، ومصر البطلمية ، واليونان ، وبلاد فارس البارثية ، ومملكة سبأ ، والأنباط، والإمبراطورية الرومانية، وقد عُرِفّت المدينة عن الإغريق باسم “أفاليتيس”، ضمن منطقة “بربرة” الجغرافية السابقة على الساحل الصومالي الشمالي. جنبا إلى جنب مع الحبشة المجاورة إلى الغرب، تم توثيق أن البربر (أسلاف الصوماليين) الذين سكنوا المنطقة في القرن الأول الميلادي ضمن الوثيقة اليونانية Periplus of the Erythraean Sea[13] كمشاركين في تجارة واسعة النطاق التبادلات مع مصر والجزيرة العربية قبل الإسلام.
عوامل الخطر: ضعف صومالي وتراجع عربي
مع استمرار الأزمات التي تعيشها الصومال، وعدم الوصول إلى مخرج لحالة الجمود بين حكومة “جمهورية” صوماليلاند والحكومة الفيدرالية في مقديشو[14]، وظهور ميلٍ واضح لدى الرئيس الصومالي المنتهية ولايته “محمد عبدالله فرماجو” لتقديم كل ما من شأنه دعم موقف حليفه “ابي أحمد”، واستمرار الوضع السياسي الخانق الذي دخلته البلاد، بسبب تعقيدات العملية الانتخابية الجارية، إضافة إلى التدهور المتزايد للوضع الأمني وازدياد العلميات العسكرية والاغتيالات التي تمارسها حركة الشباب، فإنّ كل تلك العوامل التي تحملها الأوضاع في الصومال تجعل إمكانية وجود ردّ فعل رسمي ذي وزن من كل من حكومة “صوماليلاند” المعلنة انفصالها، والحكومة الفيدرالية الغارقة في مشاكلها، أمراً مستبعداً، وضمانة لعدم وجود تبعات كبيرة يمكن للحكومة الإثيوبية أن تواجهها في حال أقدمت على خطوة ضم ميناء “زيلع” عسكرياً[15].
وفي ظل هذه الحالة، تشير تقارير لمراقبين مهتمين إلى أن “إثيوبيا تنظم هجرات جماعية إلى الصومال. إذ أكد مصدر مسؤول في الصومال أن إثيوبيا تتآمر لتغيير التركيبة السكانية للمدن الساحلية في الصومال. تأتي هذه الهجرات الجماعية في وقت يفر فيه الصوماليون من بلادهم ويهاجرون بعيدًا عن المجاعة وانعدام الأمن ، وتساعد إثيوبيا بدورها هؤلاء الأشخاص الهاربين من بلادهم من خلال منحهم جوازات سفر إثيوبية على الرغم من معرفة جنسيتهم المختلفة. بالإضافة إلى ذلك فإن الإعلام في الغرب يعطي صورة للصومال على أنها غابة بها وحوش برية تفترس كل من يذهب إليها !! يشكل هؤلاء المهاجرون الإثيوبيون حاليًا أقلية كبيرة في المدن الرئيسية في الصومال ، ولا سيما المدن الساحلية. وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن هؤلاء اللاجئين الإثيوبيين مدججون بالسلاح مما يساعدهم على مواجهة أي عقبة في طريق تمكينهم في الصومال”[16].
ومع اضمحلال دور منظمة كالجامعة العربية[17]، وتعقيدات المصالح التي تحرص عليها دول عربية غنية مع إثيوبيا، فإنّ الآمال بقيت معلّقة على دور مصري يمكن أن يخلق حالة من التوازن، تضمن الحقوق الصومالية وترعى المصالح المصرية، إلّا أن التراجع الذي شهده النفوذ المصري إفريقياً في عهد الرئيس الأسبق “محمد حسني مبارك”، لم يتوقّف بل ازداد استفحالاً، مع التقدّم الدبلوماسي الإثيوبي، أمام نظيره المصري في ظلّ وضع سياسي مصري داخلي، انصبّ كل تركيزه على صراعات داخلية، جعلت كل ما له علاقة بالحقوق والمصالح المصرية نهباً لكل طامع، بدءًا بمياه النيل المهددة بسدّ النضهة، وصولاً إلى وزن مصر على الساحات العربية والإفريقية والدولية.
المراجع
[1] https://www.aei.org/op-eds/is-ethiopia-preparing-for-war-on-somaliland/
[2] https://edition.cnn.com/2021/09/07/africa/abiy-ahmed-ethiopia-tigray-conflict-cmd-intl/index.html
[3] https://www.tesfanews.net/hailemariam-desalegn-seat-warmer-or-powerful-puppet/
[4] https://www.international-arbitration-attorney.com/wp-content/uploads/arbitrationarbitrationlawbsb6-2_peninou.pdf
[5] https://www.okaz.com.sa/article/83756
[6] https://online.flippingbook.com/view/381218/104/
[7] https://alarab.co.uk/%D8%A3%D8%B7%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A2%D8%A8%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D8%AA%D8%BA%D8%B0%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A
[8] https://foreignpolicy.com/2022/01/25/abiy-ahmed-ethiopia-qeerroo-oromia-betrayed/
[9] https://foreignpolicy.com/2019/11/08/ethiopia-will-explode-if-abiy-ahmed-doesnt-move-beyond-ethnic-based-politics/
[10] https://www.raialyoum.com/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB/
[11] https://www.aljazeera.net/2006/12/29/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%84%D8%A7
[12] https://www.britannica.com/place/Seylac
[13] https://www.researchgate.net/publication/309750708_The_Periplus_of_the_Erythraean_Sea_A_Network_Approach
[14] https://www.pambazuka.org/human-security/somalia-somaliland-talks-crossroads-or-dead-end
[15] https://pharostudies.com/?p=4321
[16] https://irp.fas.org/world/para/docs/somal1.htm
[17] https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2021/06/16/%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86